نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 392
والقول بالبداء : يوجب انقطاع العبد إلى الله وطلبه إجابة دعائه منه وكفاية مهماته ، وتوفيقه للطاعة ، وإبعاده عن المعصية ، فإن إنكار البداء والالتزام بأن ما جرى به قلم التقدير كائن لا محالة - دون استثناء - يلزمه يأس المعتقد بهذه العقيدة عن إجابة دعائه ، فإن ما يطلبه العبد من ربه إن كان قد جرى قلم التقدير بإنفاذه فهو كائن لا محالة ، ولا حاجة إلى الدعاء والتوسل ، وإن كان قد جرى القلم بخلافه لم يقع أبدا ، ولم ينفعه الدعا ولا التضرع ، وإذا يئس العبد من إجابة دعائه ترك التضرع لخالقه ، حيث لا فائدة في ذلك ، وكذلك الحال في سائر العبادات والصدقات التي ورد عن المعصومين - ع - أنها تزيد في العمر أو في الرزق أو غير ذلك مما يطلبه العبد . وهذا هو سر ما ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام من الاهتمام بشأن البداء . فقد روى الصدوق في كتاب " التوحيد " بإسناده عن زرارة عن أحدهما عليه السلام قال : " ما عبد الله عز وجل بشئ مثل البداء " [1] . وروى بإسناده عن هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " ما عظم الله عز وجل بمثل البداء " [2] . وروى بإسناده عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام قال : " ما بعث الله عز وجل نبيا حتى يأخذ عليه ثلاث خصال : الاقرار بالعبودية وخلع الأنداد ، وأن الله يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء " [3] . والسر في هذا الاهتمام : أن إنكار البداء يشترك بالنتيجة مع القول بأن الله
[1] أفضل من البداء - نسخة أخرى . [2] التوحيد للصدوق باب البداء ص 272 ط سنة 1386 ، ورواه الشيخ الكليني أيضا . الوافي باب البداء ج 1 ص 113 . [3] نفس المصدر ص 272 ، ورواه الشيخ الكليني أيضا الوافي باب البداء ج 1 ص 113 .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 392