نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 107
بالآيات المقترحة في هذه الأمة ، لان تكذيب الآيات المقترحة يوجب نزول العذاب على المكذبين . وقد ضمن الله تعالى رفع العذاب الدنيوي عن هذه الأمة إكراما لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظيما لشأنه . فقد قال الله تعالى : " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم 8 : 33 " . أما أن تكذيب الآيات المقترحة يوجب نزول العذاب على المكذبين فلان الآية الإلهية إذا كانت مبتدأة كانت متمحضة في إثبات نبوة النبي ، ولم يترتب على تكذيبها أكثر مما يترتب على تكذيب النبي من العقاب الأخروي . وأما إذا كانت مقترحة كانت كاشفة عن لجاجة المقترح ، وشدة عناده ، إذ لو كان طالبا للحق لصدق بالآية الأولى لأنها كافية في إثباته ، ولان معنى اقتراحه هذا أنه قد التزم على نفسه بتصديق النبي إذا أجابه إلى هذا الاقتراح ، فإذا كذب الآية المقترحة بعد صدورها كان مستهزئا بالنبي وبالحق الذي دعا إليه ، وبالآية التي طلبها منه ، ولذلك سمى الله تعالى هذا النوع من الآيات " آيات التخويف " كما في آخر هذه الآية الكريمة ، وإلا فلا معنى لحصر مطلق الآيات بالتخويف ، فإن منها ما يكون للرحمة بالعباد وهدايتهم وإنارة سبيلهم . ومما يدلنا على أن المراد من الآيات الممنوعة هي آيات التعذيب والتخويف : ملاحظة مورد هذه الآية الكريمة وسياقها . فإن الآية التي قبلها هي قوله تعالى : " وإن من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابا شديدا كان ذلك في الكتاب مسطورا 17 : 58 " .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 107