نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 105
بآية غير القرآن . وأن السبب في عدم الارسال بالآيات هو أن الأولين من الأمم السابقة قد كذبوا بالآيات التي أرسلت إليهم . الجواب : إن المراد بالآيات التي نفتها الآية الكريمة ، والتي كذب بها الأولون من الأمم هي الآيات التي اقترحتها الأمم على أنبيائها ، فالآية الكريمة تدل على أن النبي - ص - لم يجب المشركين إلى ما اقترحوه عليه من الآيات ، ولا تنفي عنه صدور المعجزة مطلقا ، ويدل على أن المراد هي الآيات الاقتراحية أمور : الأول : ان الآيات جمع آية بمعنى العلامة ، وهو جمع معرف بالألف واللام . والوجوه المحتملة في معناه ثلاثة : فإما أن يراد منه جنس الآية الذي يصلح للانطباق على كل فرد من الآيات ، ومعنى هذا أن الآية الكريمة تنفي وقوع كل آية تدل على صدق مدعي النبوة ، ولازم هذا أن يكون بعث الرسول لغوا ، إذا لا فائدة في إرساله إذا لم تكن معه بينة تقوم على صدقه ، وأن يكون تكليف الناس بتصديقه ، ولزوم اتباعه تكليفا بما لا يطاق . وأما أن يراد به جميع الآيات ، وهذا التوهم أيضا فاسد ، لان إثبات صدق النبي يتوقف على آية ما من الآيات ، ولا يتوقف على إرساله بجميع الآيات . ولم يقترح المقترحون عليه أن يأتي بجميعها ، فلا معنى لحمل الآية عليه . فلا بد وأن يراد بهذه الآية الممنوعة خصوص آيات معهودة من الآيات الإلهية . الثاني : أن تكذيب المكذبين لو صلح أن يكون مانعا عن الارسال بالآيات ، لكان مانعا عن الارسال بالقرآن أيضا إذ لا وجه لتخصيص المنع بالآيات الأخرى . وقد أوضحنا أن القرآن أعظم المعجزات التي جاء بها الأنبياء ، وقد تحدى به النبي - ص - جميع الأمم لاثبات نبوته ما دامت الليالي والأيام . وهذا يدلنا أيضا على أن الآيات الممنوعة قسم خاص وليست مطلق الآيات .
نام کتاب : البيان في تفسير القرآن نویسنده : السيد الخوئي جلد : 1 صفحه : 105