نام کتاب : البرهان في تفسير القرآن نویسنده : السيد هاشم البحراني جلد : 0 صفحه : 2
يقول الله تعالى : قَدْ جاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وشِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ وهُدىً ورَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ . « 1 » ويقول تعالى : يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمْ بُرْهانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وأَنْزَلْنا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً . « 2 » ويقول تعالى : هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ ولِيُنْذَرُوا بِه ولِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِله واحِدٌ ولِيَذَّكَّرَ أُولُوا الأَلْبابِ . « 3 » ويقول تعالى : إِنَّ هذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ويُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً . « 4 » وكيف يكون القرآن للناس نورا ، وبرهانا ، وبيانا ، وبلاغا ، ونذيرا ، ومبشرا ، وهاديا ، ثم لا يتمكن الناس أن يتلقوا هذا القرآن بأنفسهم ويتأملوا فيه ، وقد حثنا الله تعالى على التدبر والتأمل في آياته ؟ ! « 5 » يقول تعالى : أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ ولَوْ كانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّه لَوَجَدُوا فِيه اخْتِلافاً كَثِيراً . الأسباب والوجوه التي تحوجنا إلى التفسير الأسباب التي تحوجنا إلى تفسير النص القرآني عديدة ، نذكر أهمها في ثلاثة أوجه : الوجه الأول : أن القرآن أجمل الكثير من الأحكام والتصورات والمفاهيم ، ولا بد لهذا الإجمال من تفصيل وشرح وتبيان كي يمكن الاستفادة الكاملة من النص القرآني ، واستيعاب الصورة الكاملة للمفهوم أو التصور أو الحكم الذي يقدمه النص لنا . ومن هذا القبيل آيات الأحكام ، وهي تستغرق مساحة واسعة من القرآن الكريم ، وقد أجمل القرآن هذه الأحكام ، بينما فصلتها السنة ، ولا يمكن فهم هذه الآيات فهما تفصيليا وكاملا من دون الشرح والتفسير . عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) : « أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنزلت عليه الصلاة ولم يسم الله تعالى لهم ثلاثا ، ولا أربعا ، حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ذلك لهم » . « 6 » وأمثلة ذلك في القرآن كثيرة ، فمن الأحكام التي أجملها القرآن ، وترك تفسيرها لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والحجج من بعده قوله تعالى : أَقامُوا الصَّلاةَ وآتَوُا الزَّكاةَ « 7 » ، وقوله تعالى : ولِلَّه عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْه سَبِيلًا . « 8 »