responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 88


والمجردة في تحقق العالم وتدبيره ، بل المراد ان للكون مدبرا قائما بالذات متصرفا كذلك لا يشاركه في التدبير شئ ، ولو كان هناك مدبر وحافظ فإنما هو يدبر بأمره وإذنه ، فعندما يحصر القرآن الكريم التدبير في الله يريد التدبير على وجه الاستقلال ، أي من يدبر بنفسه غير معتمد على شئ ، وأما المثبت لتدبير غيره ، فالمراد منه أنه يدبر بأمره وإذنه وحوله وقوته على النحو التبعي ، فكل مدبر في الكون فهو مظهر أمره ومنفذ إرادته ، وقد أوضحنا ذلك في الجزء الأول من مفاهيم القرآن .
ويظهر من غير واحد من الآيات أن الملائكة من جنوده سبحانه وانها وسائط بين الخالق والعالم ، وانهم يقومون ببعض الأعمال في الكون بأمر من الله سبحانه ، وستتضح لك أعمالهم في إدارة الكون في تفسير هذه الآية .
إن للعلامة الطباطبائي كلاما في كون الملائكة وسائط بينه سبحانه وبين الأشياء ، حيث يقول : الملائكة وسائط بينه تعالى وبين الأشياء بدءا وعودا ، على ما يعطيه القرآن الكريم ، بمعنى انهم أسباب للحوادث فوق المادية في العالم المشهود قبل حلول الموت والانتقال إلى نشأة الآخرة وبعده .
أما في العود ، أعني : حال ظهور آيات الموت ، وقبض الروح ، وإجراء السؤال ، وثواب القبر وعذابه ، وإماتة الكل بنفخ الصور وإحيائهم بذلك ، والحشر وإعطاء الكتاب ، ووضع الموازين ، والحساب ، والسوق إلى الجنة والنار ، فوساطتهم فيها غني عن البيان ، والآيات الدالة على ذلك كثيرة لا حاجة إلى إيرادها ، والاخبار المأثورة فيها عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) فوق حد الاحصاء .
وكذا وساطتهم في مرحلة التشريع من النزول بالوحي ودفع الشياطين عن

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 88
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست