نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 87
4 . ( والنازعات غرقا * والناشطات نشطا * والسابحات سبحا * فالسابقات سبقا * فالمدبرات أمرا * يوم ترجف الراجفة * تتبعها الرادفة ) . ( 1 ) وها نحن نبحث عن أقسام سورة الصافات والذاريات في فصلين متتالين ونحيل بحث أقسام سورة المرسلات والنازعات إلى محلها حسب ترتيب السور . وقبل الخوض في تفسير الآيات نقدم شيئا من التوحيد في التدبير : إن من مراتب التوحيد في الربوبية والتدبير ، بمعنى أنه ليس للعالم مدبر سواه ، يقول سبحانه : ( إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبر الامر ما من شفيع إلا من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون ) . ( 2 ) فصدر الآية يركز على حصر الخالق في الله ، كما يركز على أنه هو المدبر ، وانه لو كان هناك سبب في العالم شفيع فإنما هو يؤثر بإذنه سبحانه ، فالله هو الخالق وهو المدبر ، قال سبحانه : ( الله الذي رفع السماوات بغير عمد ترونها ثم استوى على العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمى يدبر الامر يفصل الآيات لعلكم بلقاء ربكم توقنون ) . ( 3 ) ويظهر من الآيات الكريمة أن العرب في العصر الجاهلي كانوا موحدين في الخالقية ولكن مشركين في الربوبية والتدبير ، وكانوا ينسبون التدبير إلى الآلهة المكذوبة ، ولذلك قرر سبحانه في الآيتين كلتا المرتبتين من التوحيد ، وانه خالق ، وانه مدبر ، غير أن معنى التدبير في التوحيد ليس عزل العلل والأسباب المادية