responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 75


والظاهر أن الوجه الأول هو الأقوى ، حيث إن الحلف بالزمان وتاريخ البشرية يتناسب مع الجواب ، أي خسران الانسان في الحياة ، كما سيوافيك بيانه .
وأما المقسم عليه ، فهو قوله سبحانه : ( إن الانسان لفي خسر ) والمراد من الخسران هو مضي أثمن شئ لديه وهو عمره ، فالانسان في كل لحظة يفقد رأس ماله بنحو لا يعوض بشئ أبدا ، وهذه هي سنة الحياة الدنيوية حيث ينصرم عمره ووجوده بالتدريج ، كما تنصرم طاقاته إلى أن يهرم ويموت ، فأي خسران أعظم من ذلك .
وأما الصلة بين المقسم به والمقسم عليه فأوضح من أن يخفى ، لان حقيقة الزمان حقيقة متصرمة غير قارة ، فهي تنقضي شيئا فشيئا ، وهكذا الحال في عمر الانسان فيخسر وينقص رأس ماله بالتدريج .
ثم إنه سبحانه استثنى من الخسران من آمن وعمل صالحا وتواصى بالحق وتواصى بالصبر .
ووجه الاستثناء واضح . لأنه بدل رأس ماله بشئ أغلى وأثمن ، يستطيع أن يقوم مقام عمره المنقضي فهو بإيمانه وعمله الصالح اشترى حياة دائمة ، حافلة برضوانه سبحانه ، ونعمه المادية والمعنوية .
يقول سبحانه : ( إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم و أموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم ) . ( 1 )


1 - التوبة : 111 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست