responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 55


وللسمعة ، وان إيمانه هل كان إيمانا نابعا من صميم ذاته ، أو نفاقا لأجل حطام الدنيا ، فهذا النوع من الأعمال لا يمكن الشهادة عليها حتى بنفس الحضور عند المشهود عليه ؟
وهذا يدفعنا إلى القول بأن لشهداء الأعمال عامة والنبي الخاتم خاصة قدرة غيبية خارقة يطلع من خلالها على أعمال العباد ظاهرها وباطنها وذلك بقدرة من الله سبحانه ، وعلى ذلك فهذه الشهادة عبارة عن الاطلاع على أعمال الناس في الدنيا من سعادة أو شقاء ، وانقياد وتمرد ، وإيمان وكفر ، وأداء ذلك في الآخرة يوم يستشهد الله من كل شئ حتى من أعضاء الانسان ، وعند ذلك يقوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول : ( يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) .
فإذا كانت الشهادة بهذا المعنى فلا ينالها إلا الأمثل فالأمثل من الأمة ، لا الأمة بأسرها ، وعلى ضوء ذلك فيكون المراد من قوله سبحانه : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) ( 1 ) هم الكاملين من الأمة لا المتوسطين وما دونهم .
وأما نسبة الشهادة إلى قاطبة أمة النبي ، في قوله تعالى : ( وكذلك جعلناكم أمة وسطا ) فليس بشئ بديع ، إذ ربما يكون الوصف لبعض الأمة وينسب الحكم إلى جميعهم ، كما في قوله سبحانه في حق بني إسرائيل : ( وجعلكم ملوكا ) على الرغم من أن الملوك فيهم لم يكن يتجاوز عددهم عدد الأصابع .
وثمة حديث منقول عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) في تفسير قوله تعالى :
( لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) يؤيد هذا


1 - البقرة : 143 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 55
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست