نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 54
يمكن إنكارها للتصريح بها في غير واحد من الآيات ، قال تعالى : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) . ( 1 ) وقال تعالى : ( ويوم نبعث من كل أمة شهيدا ثم لا يوذن للذين كفروا ولا هم يستعتبون ) ( 2 ) وقال عز اسمه : ( ووضع الكتاب وجئ بالنبيين والشهداء ) . ( 3 ) والشهادة فيها مطلقة ، وظاهر الجميع - على إطلاقها - هو الشهادة على اعمال الأمم ، وعلى تبليغ الرسل كما يومى إليه ، قوله تعالى : ( فلنسئلن الذين أرسل إليهم ولنسئلن المرسلين ) . ( 4 ) وظرف الشهادة وإن كان هو الآخرة لكن الشهداء يتحملوها في الدنيا . قال سبحانه : ( وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) . ( 5 ) وعلى ضوء ذلك يثار هذا السؤال في الذهن ، وهو : إن الشهادة من الحضور ولم يكن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ظاهرا مع جميع الأمة بل كان بمعزل عنهم إلا شيئا لا يذكر ، فكيف يشهد وهو لم يحضر الواقعة أي أفعال أمته قاطبة ؟ وهناك إشكال آخر أكثر غموضا وهو : ان الشهادة على ظاهر الأعمال ليست مفيدة يوم القيامة ، بل الشهادة على باطن الأعمال من كون الصلاة لله أو للرياء