responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 42


وأما الآية الثامنة : ( فورب السماء والأرض انه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) . ( 1 ) فالضمير في قوله : إنه يعود إلى الرزق والوعد الواردين في الآية المتقدمة ، قال سبحانه : ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ) والمراد من الوعد هو الجنة .
ثم أشار ( انه لحق مثل ما أنكم تنطقون ) وكما أن العلم بهذا الامر - أي النطق - أمر ملموس لا شبهة فيه ، فهكذا الرزق والوعد من قبيل تشبيه المعقول بالمحسوس .
حكى الزمخشري عن الأصمعي قال : أقبلت من جامع البصرة فطلع أعرابي على قعود له ، فقال : ممن الرجل ؟ قلت : من بني أصمع ، قال : من أين أقبلت ؟ قلت : من موضع يتلى فيه كلام الرحمن ، فقال : أتل علي فتلوت والذاريات فلما بلغت قوله : ( وفي السماء رزقكم ) قال : حسبك ، فقام إلى ناقته ، فنحرها ووزعها على من أقبل وأدبر وعمد إلى سيفه وقوسه فكسرهما وولى ، فلما حججت مع الرشيد ، طفقت أطوف فإذا أنا بمن يهتف بي بصوت رقيق ، فالتفت فإذا أنا بالأعرابي قد نحل واصفر فسلم علي واستقرأ السورة ، فلما بلغت الآية ، صاح وقال : قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا ، ثم قال : وهل غير هذا ؟ فقرأت : ( فورب السماء والأرض انه لحق ) فصاح ، وقال : يا سبحان الله من ذا الذي أغضب الجليل حتى حلف لم يصدقوه بقوله حتى ألجؤوه إلى اليمين ، قالها ثلاثا ، وخرجت معها نفسه . ( 2 ) إلى هنا تم تفسير الآيات التي أقسم فيها سبحانه بربوبيته ، وإليك الكلام في المقسم به ، والمقسم عليه .


1 - الذاريات : 23 . 2 - الكشاف : 3 / 169 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 42
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست