نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 39
جيلا بعد جيل وسائر الحوادث العرضية المقارنة له . وفي قوله : ( إنا لقادرون ) التفات ( 1 ) من الغيبة إلى التكلم مع الغير ، والوجه فيه الإشارة إلى العظمة المناسبة لذكر القدرة ، وفي ذكر ربوبيته للمشارق والمغارب إشارة إلى تعليل القدرة ، وهو أن الذي ينتهي إليه تدبير الحوادث في تكونها لا يعجزه شئ من الحوادث التي هي أفعاله ، عن شئ منها ، ولا يمنعه شئ من خلقه من أن يبدله بخير منه ، وإلا شاركه المانع في أمر التدبير ، والله سبحانه لا شريك له في أمر التدبير . ( 2 ) وأما الآية الثالثة : فلما ذكر سبحانه الوعد والوعيد والبعث والنشور أردفه بقول منكر البعث ورد عليهم بأوضح بيان وأجلى برهان ، وقال : ( أو لا يذكر الانسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا ) ( 3 ) والمراد أو لا يذكر أن النشأة الأولى دليل على إمكان النشأة الثانية ، ثم أكده بقوله : فوربك يا محمد لنحشرنهم والشياطين أي لنجمعنهم ولنبعثنهم من قبورهم مقرنين بأوليائهم من الشياطين . وأما الآية الرابعة : فسياق الآية يندد بالمقتسمين ، ويقول : ( كما أنزلنا على المقتسمين ) ( 4 ) ثم يصفهم بقوله : ( الذين جعلوا القرآن عضين ) ( 5 ) والعضين
1 - الالتفات في علم البيان عبارة عن الانتقال من الغيبة إلى الخطاب ومن الخطاب إلى الغيبة ، ومن الغيبة إلى التكلم كما في قوله سبحانه : ( مالك يوم الدين * إياك نعبد ) وقوله سبحانه : ( حتى إذا كنتم في الفلك وجرين بهم ) وقوله سبحانه : ( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه ) ففي الآية الأولى عدول من الغيبة إلى الخطاب ، وفي الثانية من الخطاب إلى الغيبة ، وفي الثالثة من الغيبة إلى التكلم . 2 - الميزان : 20 / 22 . 3 - مريم : 67 . 4 - الحجر : 91 . 5 - الحجر : 90 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 39