responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 37


ب : القضاء وفض الخصومات : يقول سبحانه في حق داود : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب ) ( 1 ) وفي حق النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بقوله : ( وإن حكمت فاحكم بينهم بالقسط إن الله يحب المقسطين ) . ( 2 ) ج : الافتاء وبيان الاحكام : يقول سبحانه : ( يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ) ( 3 ) س وقد كان الرسول - بنص هذه الآيات - جامعا لهذه المقامات الثلاثة فكان سائسا وحاكما ، وقاضيا وفاضا للخصومات ، ومفتيا ومبينا للأحكام .
ومن الواضح بمكان أن فض الخصومات لا يتحقق إلا بقضاء قاض مطاع رأيه ونافذ فصله ، وقد كان بعض المنتمين إلى الاسلام لم يعيروا أهمية لقضائه ، فنزلت الآية تأمر أولا بإطاعته وان كل رسول واجب الطاعة . يقول سبحانه : ( وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ) . ( 4 ) ثم تشير الآية التالية إلى أن الايمان لا يكتمل إلا بالانصياع والتسليم القلبي لما يقضي به النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فمن شهد الشهادتين وأذعن بهما ، ومع ذلك يجد في نفسه حرجا في قضاء النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأمره فليس بمؤمن ، يقول سبحانه : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) . ( 5 ) فالآية تدل على أن الايمان لا يكتمل بنفس الاذعان واليقين بالتوحيد والرسالة ما لم ينضم إليه


1 - ص : 26 . 2 - المائدة : 42 . 3 - النساء : 176 . 4 - النساء : 64 . 5 - النساء : 65 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست