نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 189
سافلين ) الفئة المؤمنة العاملة بالصالحات ويقول : ( إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجر غير ممنون ( 1 ) . إلى هنا تبين المقسم به والمقسم عليه . بقي الكلام في الصلة بين المقسم به والمقسم عليه ، فنقول : إنه سبحانه بعث الأنبياء لهداية الناس ، فمنهم من يهتدي بكتابه وسنته ، فهذه الطائفة تكفيها قوة المنطق ، وثمة طائفة أخرى لا تهتدي ، بل تثير العراقيل في سبيل دعوة الأنبياء ، فهداية هذه الطائفة رهن منطق القوة ، ولذلك يقول سبحانه : ( لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأس شديد ومنافع للناس ) . ( 2 ) فهذه الآية مؤلفة من فقرتين : الفقرة الأولى التي تتضمن البحث عن إرسال الرسل بالبينات وإنزال الكتب والميزان راجعة إلى من له أهلية للهداية فيكفيه قوة المنطق والفقرة الثانية ، أعني : ( وأنزلنا الحديد ) فهي راجعة إلى من لا يستلهم من نداء العقل والفطرة ولا يهتدي بل يثير الموانع فلا يجدي معهم سوى الحديد الذي هو رمز منطق القوة . وبذلك يعلم وجه الصلة بين إنزال الحديد وإرسال الكتب ، وبهذا تبين أيضا وجه الصلة بين الأقسام والمقسم عليه ، ففي الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعظ ويبعث رجال الدعوة لارشاد الناس ، اجتمعت طائفة
1 - التين : 5 - 6 . 2 - الحديد : 25 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 189