نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 188
من الصفات السلبية الواردة في القرآن الكريم . وصنف آخر يصفه بصفات إيجابية تجعله في قمة الكرامة والعظمة . فقد بلغت به الكرامة انه صار مسجودا للملائكة ( 1 ) مخلوقا بفطرة الله ( 2 ) منشأ بأحسن تقويم ( 3 ) مفضلا على كثير من المخلوقات ( 4 ) حاملا لأمانة الله ( 5 ) سائرا في البر والبحر ومرزوقا من الطيبات ومكرما عند الله ( 6 ) إلى غير ذلك من الآيات التي تصف الانسان بصفات إيجابية . ولا منافاة بين الصنفين من الآيات ، وذلك لان تلك الكرامة إنما هي للانسان الذي تمتع بكلا الوصفين ، فهو عندما يلبي نداء العقل والشرع ينل كرامته العليا ، ويكون مظهرا لقوله : ( وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا ) ( 7 ) ولو خضع لدعوة النفس والهوى ، يكون مظهرا للصفات السلبية ، كفورا يؤوسا هلوعا كنودا إلى غير ذلك من الصفات الذميمة . فالكمال كل الكمال لانسان تكمن فيه قوى الخير والشر فيقوي إحداهما على الأخرى بإرادة واختيار دون أي وازع ، فلو جبل على إحدى القوتين دون الأخرى لما استحق المدح ولا اللوم دون ما إذا كان فيه أرضية الخير والشر فيعالج أرضية الشر بتوجيهها نحو الخير والكمال ، ولذلك نرى انه سبحانه يستثني بعد الحكم على الانسان بقوله : ( ثم رددناه أسفل