نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 176
وسلم ، لتداوم الصلة بين الموحي والموحى إليه بين الحين والحين . وهذا بخلاف ما لو نزل جملة واحدة وأوصد فيها باب الوحي ، وانقطعت صلة النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بالسماء ، ففي صورة استدامة الوحي والصلة بينه وبين الله سبحانه يعيش النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تحت ظل إمدادات غيبية تعقبه إزالة الصدأ العالق على قلبه من خلال مجابهة المشركين والكافرين ، بخلاف الثاني ، ففيه إيماء إلى انقطاع الصلة حينها يجد النبي صلى الله عليه وآله وسلم نفسه وحيدا دون من يعضده ويسليه ويذهب عنه هم القلب . ففي الحقيقة لم يكن هناك طارئة باسم احتباس الوحي أو تأخيره ، وإن زعم المشركون نزول الوحي نجوما احتباسا وتأخيرا له . وأما الصلة بين المقسم به والمقسم عليه ، فلا تخلو من وضوح : 1 . لان نزول الوحي يناسب الضحى ، كما أن انقطاعه يناسب الليل . 2 . لان عماد الحياة هو مجيئ الليل عقب النهار ، لا استدامة النهار ولا استدامة الليل ، فهكذا الحال في عماد الحياة النبوية الذي هو نزول الوحي نجوما تثبيتا لقلب النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . 3 . ولان الضحى والليل نعمة من نعم الله سبحانه من بها على عباده لما لهما من تأثير مباشر في استقرار الحياة وهكذا الحال في نزول الوحي نجوما .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 176