نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 175
يعطيك ربك في الآخرة ما يرضيك من الشفاعة والحوض وسائر أنواع الكرامة . وروي أن محمد بن علي بن الحنفية ، قال : يا أهل العراق ، تزعمون أن أرجى آية في كتاب الله عز وجل هو قوله تعالى : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) ( 1 ) إنا أهل البيت نقول : أرجى آية في كتاب الله ، هو قوله : ( ولسوف يعطيك ربك فترضى ) وهي والله الشفاعة ، ليعطينها في أهل لا إله إلا الله حتى يقول : ربي رضيت . ( 2 ) وقد ذكر المفسرون في شأن نزول الآية : انه احتبس الوحي عنه خمسة عشر يوما ، فقال المشركون : إن محمدا قد ودعه ربه وقلاه ، ولو كان أمره من الله تعالى لتتابع عليه ، فنزلت هذه السورة . هذا ما يذكره المفسرون ، ولكن الحق انه لم يكن هناك أي احتباس وتأخير في نزول الوحي ، وذلك لأنه جرت سنة الله تعالى على نزول الوحي تدريجا لغايات معنوية واجتماعية ، وقد أشار الذكر الحكيم إلى حكمة نزوله نجوما في غير واحدة من الآيات ، قال سبحانه : ( وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا ) . ( 3 ) فالآية تعكس فكرة المشركين حول نزول القرآن وكانوا يتصورون أن القرآن كالتوراة ، يجب أن ينزل جملة واحدة لا نجوما وعلى سبيل التدريج ، فأجاب عنه الوحي ، بأن في نزوله التدريجي تثبيتا لفؤاد النبي صلى الله عليه وآله