نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 171
هو فاعل التزكية والتدسية ومتوليهما ، والتزكية هي الاتمام والاعلاء بالتقوى ، لان لازم التطهير هو الانماء كما أن التدسية النقص والاخفاء بالفجور . والمقسم عليه : هو قوله : ( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) ، وربما يتصور أن جواب القسم محذوف . قال الزمخشري : إن جوابه محذوف تقديره ليدمدمن الله على أهل مكة لتكذيبهم رسول الله كما دمدم على ثمود لانهم قد كذبوا صالحا . وأما قوله : ( قد أفلح من زكاها ) فكلام تابع لقوله : ( فألهمها فجورها وتقواها ) على سبيل الاستطراد ، وليس من جواب القسم في شئ . ( 1 ) يلاحظ عليه : أنه لو كان جواب القسم هو ما قدره ، يفقد الجواب الصلة اللازمة بينه وبين الأقسام الكثيرة الواردة في سورة الشمس ، ولا مانع من أن يكون قوله : ( قد أفلح من زكاها ) جواب القسم ، بأن يكون تابعا لقوله : ( فألهمها فجورها وتقواها ) . وعلى ما ذكرنا فالصلة بين الامرين واضحة ، وهي أنه سبحانه يذكر نعمه الهائلة في هذه الآيات التي لو فقد البشر واحدا منها لتوقفت عجلة الحياة عن السير نحو الامام ، فمقتضى إفاضة هذه النعم وإنارة الروح بإلهام الفجور والتقوى هو المشي على درب الطاعة ، وتزكية النفس دون الولوج في طريق الفجور وإخفاء الدسائس الشيطانية .
1 - الكشاف : 3 / 342 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 171