نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 170
والأرض وما طحاها ) إذ ينقلب معنى الآيتين أقسم برب السماء ورب ما بناها أي رب بانيها ، وهكذا الحلف برب الأرض وما طحاها ، أي رب طاحيها . إلى هنا تم الحلف بهذه الموجودات السماوية والأرضية والحية وغير الحية . أخبر سبحانه بأنه بعد ما خلق النفس وسواها واكتملت خلقتها ظاهرا وباطنا ، علمها سبحانه التقوى والفجور ، وفهم من صحيح الذات ما هو الحسن والقبيح ، وقد تعلم ذلك في منهج الفطرة ، وقد استعمل كلمة ألهم لأنه بمعنى إلقاء الشئ في روع الانسان من دون أن يعلم الملهم من أين أتى ، والانسان يعلم من صميم ذاته الحسن والسئ من دون أن يتعلم عند أحد . وقد أشار سبحانه إلى هذا النوع من الهداية الباطنية في آيات أخرى ، وقال : ( وهديناه النجدين ) . ( 1 ) ولما حلف بالموجودات السماوية والأرضية غير الحية والحية ، وانه قد ألهم النفس الانسانية طرق الصلاح والفلاح ، أو طرق الشر والضلال ، أتى بجواب القسم ، وهو قوله : ( قد أفلح من زكاها * وقد خاب من دساها ) ، فجعل زكاها مقابل دساها فيعلم معنى الثاني من الأول ، فقال : ( وقد خاب من دساها ) . والتزكية هو التطهير من الآثام ، مقابل التدسيس ، وهي إخفاء الرذائل والذنوب . ان قوله : ( دساها ) مشتق من التدسيس ، وهو إخفاء الشئ من الشئ ، والتدسيس مصدر دسس ، وهو من دسس يدسس تدسيسا ، ومعنى الآية فالانسان
1 - البلد : 10 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 170