نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 164
هذه الدار المقدور على أهلها الزوال ، ولا يغلبنكم فيها الامل ، ولا يطولن عليكم فيها الأمد . ( 1 ) يقول العلامة الطباطبائي : فليس يقصد نعمة من نعم الدنيا إلا خالصة في طيبها ، محضة في هنائها ، ولا ينال شيئا منها إلا مشوبة بما ينغص العيش مقرونة بمقاساة ومكابدة ، مضافا إلى ما يصيبه من نوائب الدهر ويفاجئه من طوارق الحدثان . ( 2 ) وربما ينظر الانسان إلى من هو فوقه لا سيما الذين يتمتعون بالغنى والرفاه ، فيخطر على باله أن حياة هؤلاء غير مشوبة بالكد والتعب ، ولكن هذا التصور غير صائب إذ أن تعبهم وكدهم أكثر بمراتب من الذين هم دونهم . وأما الصلة بين المقسم به ( والد وما ولد ) والمقسم عليه ( لقد خلقنا الانسان في كبد ) ، واضحة ، إذ لم تزل حياة إبراهيم وولده مقرونة بالتعب والوصب ، إذ ولد وقد أمضى صباه في الغاب خوفا من بطش الجهاز الحاكم ، وبعد ما خرج منها وله من العمر 13 سنة أخذ يكافح الوثنيين وعباد الاجرام السماوية ، إلى أن حكم عليه بالرمي في النار والاحراق ، فنجاه الله سبحانه ، فلم يجد بدا من مغادرة الوطن والهجرة إلى فلسطين ولم يزل بها حتى أمر بإيداع زوجه وابنه في بيداء قاحلة لا ماء فيها ولا زرع ، يحكي سبحانه تلك الحالة عن لسان إبراهيم ( عليه السلام ) ويقول : ( ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون ) . ( 3 )