responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 163


رحم الله شيخنا الوالد آية الله الشيخ محمد حسين السبحاني ( 1299 - 1392 ه‌ ) فقد كان في أواخر أيام عمره طريح الفراش فزارته ابنته فاطمة وكنت أرافقها فسألناه عن حاله فأنشد بيتا من لامية العجم للطغرائي وقال :
ترجو البقاء بدار لا ثبات لها * فهل سمعت بظل غير منتقل أما الكلام حول الدنيا ومصاعبها وما احتضنت من التعب والوصب ، فيكفي في ذلك قراءة خطب الامام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، ننقل منها هذه الشذرات :
أما بعد ، فإني أحذركم الدنيا ، فإنها حلوة خضرة ، حفت بالشهوات ، وتحببت بالعاجلة . وراقت بالقليل ، وتحلت بالآمال ، وتزينت بالغرور ، لا تدوم حبرتها ، ولا تؤمن فجعتها ، غرارة ضرارة ، حائلة زائلة ، نافدة بائدة ، أكالة غوالة ، لا تعدو - إذا تناهت إلى أمنية أهل الرغبة فيها والرضاء ( الرضى ) بها - أن تكون كما قال الله تعالى سبحانه : ( كماء أنزلناه من السماء فاختلط به نبات الأرض فأصبح هشيما تذروه الرياح وكان الله على كل شئ مقتدرا ) ( 1 ) لم يكن امرؤ ومنها في حبرة إلا أعقبته بعدها عبرة ، ولم يلق في سرائها بطنا ، إلا منحته من ضرائها ظهرا .
( 2 ) أو قال ( عليه السلام ) في خطبة أخرى :
ألا وإن الدنيا قد تصرمت ، وآذنت بانقضاء ، وتنكر معروفها ، وأدبرت حذاء ، فهي تحفز بالفناء سكانها ( ساكنيها ) ، وتحدو بالموت جيرانها ، وقد أمر فيها ما كان حلوا ، وكدر منها ما كان صفوا ، فلم يبق ( تبق ) منها إلا سملة كسملة الإداوة أو جرعة كجرعة المقلة ، لو تمززها الصديان لم ينقع . فأزمعوا عباد الله الرحيل عن


1 - الكهف : 45 . 2 - نهج البلاغة ، الخطبة : 111 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست