responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 161


مستباح العرض لا تحترم ، فلم يبق للبلد حرمة حيث هتكت حرمتك ، قال وهو المروي عن أبي مسلم كما روي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) ، قال : كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه ، فقال : لا أقسم بهذا البلد وأنت حل بهذا البلد يريد انهم استحلوك فكذبوك وشتموك ، وكان لا يأخذ الرجل منهم قاتل أبيه فيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليده إياه فاستحلوا من رسول الله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم . ( 1 ) ثم حلف بوالد وما ولد وللمفسرين في تفسيره أقوال أوضحها بأن الوالد هو إبراهيم الخليل والولد إسماعيل الذبيح وهذا يتناسب مع القسم بمكة ، لان الوالد والولد هما رفعا قواعد البيت .
وأما تفسيرها بآدم وذريته ، أو آدم والأنبياء ، أو آدم وكل من ولد عبر القرون تفسير بعيد .
هذا كله حول القسم ، وأما المقسم عليه ، فقوله سبحانه : ( لقد خلقنا الانسان في كبد ) . ( 2 ) والكبد في اللغة شدة الامر ومنه تكبد البلد إذا غلظ واشتد ، ومنه الكبد للانسان ، لأنه دم يغلظ ويشتد ، وتكبد البلد : إذا صار كالكبد ، ومعنى الآية واضح ، فان الانسان منذ خلق إلى أن أدرج في أكفانه لم يزل يكابد أمرا فأمرا ، فمن حمله وولادته ورضاعه وفطامه وشبابه وكماله وهرمه كل ذلك محفوف بالتعب والوصب ، يقول الشاعر :


1 - مجمع البيان : 5 / 493 . 2 - البلد : 4 .

نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني    جلد : 1  صفحه : 161
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست