نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160
الكعبة البيت الحرام قياما للناس ) ( 1 ) فلو حلف بالبلد ، فإنما لأجل احتضانه أشرف بيوت الله ، ويزيد على شرفه ان النبي الخاتم ، قطين هذا البلد ، ونزيله ، فزاده شرفا على شرف ، والحل هو الساكن . وبذلك يعلم أن ذكره ( صلى الله عليه وآله وسلم ) بهذا النحو هو في الواقع حلف ضمني به . وهذا التفسير مبني على أن المراد من الحل هو نزول النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهذا البلد ، ولكن ربما يفسر بالمستحل ، أي من استحلت حرمته وهتكت كرامته ، وعند ذلك ينقلب معنى الآية إلى شئ آخر ، ويكون معناها هو : لا أقسم بهذا البلد المقدس حال انك مهتوك الحرمة والكرامة ، ويكون توبيخا وتقريعا لكفار قريش حيث إنهم يحترمون البلد ، ولا يحترمون من حل فيه أشرف الخليقة . وعلى ذلك فيكون لا في ( لا أقسم ) بمعنى النفي لا الزيادة ، ولا بمعنى نفي شئ آخر على ما قدمناه في تفسير سورة الواقعة . يقول الزمخشري : أقسم سبحانه بالبلد الحرام وما بعده على أن الانسان خلق مغمورا في مكابدة المشاق والشدائد ، واعترض بين القسم والمقسم عليه بقوله : ( وأنت حل بهذا البلد ) يعني : ومن المكابدة أن مثلك على عظم حرمتك يستحل بهذا البلد الحرام ، كما يستحل الصيد في غير الحرم ، عن شرحبيل يحرمون أن يقتلوا بها صيدا ويعضدوا بها شجرة ويستحلون إخراجك وقتلك ، وفيه تثبيت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وبعث على احتمال ما كان يكابد من أهل مكة وتعجيب من حالهم في عداوته . ( 2 ) وقال الطبرسي : معناه لا أقسم بهذا البلد وأنت حل فيه منتهك الحرمة
1 - المائدة : 97 . 2 - الكشاف : 3 / 338 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 160