نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 130
بالذكر وتخصيصا لغيرهم . وبعبارة أخرى يلقون الذكر ليكون إتماما للحجة على المكذبين وتخويفا لغيرهم ، هذا هو الظاهر من الآيات . وأما المقسم عليه فهو قوله : ( إنما توعدون لواقع ) وما موصولة والخطاب لعامة البشر ، والمراد إنما توعدون يوم القيامة بما فيه من العقاب والثواب أمر قطعي وواقع وإنما عبر بواقع دون كائن ، لأنه أبلغ في التحقق . ثم إن الصلة بين المقسم به والمقسم عليه واضحة ، لان أهم ما تحمله الملائكة وتلقيه هو الدعوة إلى الايمان بالبعث والنشور ، ويؤيد ذلك قوله ( عذرا أو نذرا ) أي إتماما للحجة على الكفار وتخويفا للمؤمنين كل ذلك يدل على معاد قطعي الوقوع يحتج به على الكافر ويجزي به المؤمن . وهناك بيان للعلامة الطباطبائي ، حيث يقول : من لطيف صنعة البيان في هذه الآيات الست انها مع ما تتضمن الأقسام لتأكيد الخبر الذي في الجواب تتضمن الحجة على مضمون الجواب وهو وقوع الجزاء الموعود ، فان التدبير الربوبي الذي يشير إليه القسم ، أعني : إرسال المرسلات العاصفات ونشرها الصحف وفرقها وإلقاءها الذكر للنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) تدبير لا يتم إلا مع وجود التكليف الإلهي والتكليف لا يتم إلا مع تحتم وجود يوم معه للجزاء يجازي فيه العاصي والمطيع من المكلفين . فالذي أقسم تعالى به من التدبير لتأكيد وقوع الجزاء الموعود هو بعينه حجة على وقوعه كأنه قيل : أقسم بهذه الحجة ان مدلولها واقع . ( 1 )
1 - الميزان : 20 / 147 .
نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 130