نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 12
وثمة نكتة جديرة بالإشارة وهي أن أكثر المفسرين حينما تطرقوا إلى الأقسام الواردة في القرآن الكريم ركزوا جهودهم لبيان ما للمقسم به من أسرار ورموز كالشمس والقمر في قوله سبحانه : ( والشمس وضحاها * والقمر إذا تلاها ) ( 1 ) أو قوله : ( والتين والزيتون ) ( 2 ) ولكنهم غفل والعلاقة بين المقسم به والمقسم عليه لاحظ مثلا قوله سبحانه : ( والضحى * والليل إذا سجى * ما ودعك ربك وما قلى ) ( 3 ) فالضحى والليل مقسم بهما وقوله : ( ما ودعك ربك وما قلى ) هو جواب القسم الذي نعبر عنه بالمقسم عليه ، فهناك صلة في الواقع بين المقسم به والمقسم عليه ، وهو أنه لماذا لم يقسم بالشمس ولا بالقمر ولا بالتين ولا بالزيتون بل حلف بالضحى والليل لأجل المقسم عليه أعني قوله : ( ما ودعك ربك وما قلى ) ؟ وصفوة القول : إن كل قسم جدير لتحقيق الخبر ، ولكن يقع الكلام في كل قسم ورد في القرآن الكريم أنه لماذا اختار المقسم به الخاص دون سائر الأمور الكثيرة التي يقسم بها ؟ فمثلا : لماذا حلف في تحقيق قوله : ( ما ودعك ) بقوله : ( والضحى والليل ) ولم يقسم بالشمس والقمر ؟ وهذا هو المهم في بيان أقسام القرآن ، ولم يتعرض له أكثر المفسرين ولا سيما ابن قيم الجوزية في كتابه التبيان في أقسام القرآن إلا نزرا يسيرا . ثم إن الغالب هو ذكر جواب القسم ، وربما يحذف كما يحذف جواب لو كثيرا ، أما الثاني فكقوله سبحانه : ( ولو أن قرآنا سيرت به الجبال أو قطعت به