نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 116
المراد من العظائم ، فسيوافيك بيانه عن قريب . ثم إنه سبحانه حلف في هذه الآيات بأمور ثلاثة : 1 . القمر على وجه الاطلاق . 2 . الليل إذا أدبر ، أي الليل عند انتهائه . 3 . الصبح حينما يسفر ويتجلى . وأما المقسم عليه فهو عبارة عن قوله : ( إنها لإحدى الكبر * نذيرا للبشر * لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر ) . والكلام في مرجع الضمير في قوله إنها ، ففيه وجهان : الأول : أن الضمير يرجع إلى سقر الواردة في الآيات المتقدمة ، أعني قوله تعالى : ( وما أدراك ما سقر * لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر ) . ( 1 ) أي ان سقر هي إحدى الدواهي الكبرى ، فهي نذيرة للبشر ومخوفة لمن شاء منكم أن يتقدم في طاعة الله أو يتأخر عنها بالمعصية ، ولفظة سقر من المؤنثات السماعية ، وقد جاء ذكرها في قصيدة ابن الحاجب التي جمع فيها المؤنثات السماعية في أحد وعشرين بيتا ، وقال : وكذاك في كبد وفي كرش وفي سقر ومنها الحرب والنعلان ( 2 ) الثاني : أن الضمير يرجع إلى الآيات في قوله سبحانه : ( كلا إنه كان لآياتنا عنيدا ) . وعلى هذا فالآيات القرآنية لإحدى الدواهي وهي النذيرة لمن تقدم في مجال الطاعة أو تأخر لكن المتقدم ينتفع دون المتأخر .