نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 101
وأما ذكر الكتاب ، فان الأنبياء كان لهم في هذه الأماكن مع الله تعالى كلام ، والكلام في الكتاب واقترانه بالطور أدل دليل على ذلك ، لان موسى ( عليه السلام ) كان له مكتوب ينزل عليه وهو بطور . وأما ذكر السقف المرفوع ومعه البيت المعمور ليعلم عظمة شأن محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . ( 1 ) وأما المقسم عليه فهو قوله : ( إن عذاب ربك لواقع * ما له من دافع ) . ( 2 ) وأما وجه الصلة بين المقسم به على تعدده والمقسم عليه ، هو ان المقسم عليه عبارة عن وقوع العذاب لا محالة وعدم القدرة على دفعه ، فإذا ناسب أن يقسم بالكتاب أي القرآن والتوراة اللذين جاء فيهما أخبار القيامة وحتميتها . كما ناسب أن يحلف بمظاهر القدرة وآيات العظمة كالسقف المرفوع والبحر المسجور حتى يعلم أن صاحب هذه القدرة لقادر على تحقيق هذا الخبر ، وهو عبارة عن أن عذابه لواقع وليس له دافع . ويكفيك في بيان عظمة البحار أنها تشغل حيزا كبيرا من سطح الأرض يبلغ نحو ثلاثة أرباعه ، وتختلف صفات الماء عن الأرض ، بسهولة تدفقه من جهة إلى أخرى ، حاملا الدف ء أو البرودة ، وله قوة انعكاس جيدة لشعاع الشمس ، ولذا فان درجة حرارة البحار لا ترتفع كثيرا أثناء النهار ، ولا تنخفض بسرعة أثناء الليل فلا تختلف درجة الحرارة أثناء الليل عن النهار بأكثر من درجتين فقط . ويقول أحد العلماء : إن البحر يباري الزمان في دوامه ، ويطاول الخلود في