نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 100
قال سبحانه : ( وإذا البحار سجرت ( 1 ) ، وقال تعالى : ( وإذا البحار فجرت ) . ( 2 ) ثم إن هذه الأقسام الثلاثة الأولى يجمعها شئ واحد وهو صلتها بالوحي وخصوصياته ، حيث إن الطور هو محل نزول الوحي ، والكتاب المسطور هو القرآن أو التوراة ، والبيت المعمور هو الكعبة أو البيت الذي يطوف به الملائكة الذين هم رسل الله . وأما الاثنان الآخران ، أعني : السقف المرفوع والبحر المسجور ، فهما من الآيات الكونية ومن دلائل توحيده ووجوده وصفاته . لكن الرازي ذهب إلى أن الأقسام الثلاثة التي بينها صلة خاصة ، هي الطور والبيت المعمور والبحر المسجور ، وإنما جمعها في الحلف بها لأنها أماكن لثلاثة أنبياء ينفردون بها للخلوة بربهم والخلاص من الخلق والخطاب مع الله . أما الطور فانتقل إليه موسى ، والبيت محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، والبحر المسجور يونس ( عليه السلام ) ، وكل خاطب الله هناك ، فقال موسى : ( أتهلكنا بما فعل السفهاء منا إن هي إلا فتنتك تضل بها من تشاء وتهدي من تشاء ) ( 3 ) وقال أيضا : ( أرني أنظر إليك ) ، واما نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، فقال : السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين لا أحصي ثناء عليك كما أثنيت على نفسك ، وأما يونس فقال : ( لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ) ( 4 ) فصارت الأماكن شريفة بهذه الأسباب وحلف الله تعالى بها .