نام کتاب : الأقسام في القرآن الكريم نویسنده : الشيخ السبحاني جلد : 1 صفحه : 56
المعنى الشهادة للأمثل : فإن ظننت أن الله عني بهذه الآية جميع أهل القبلة من الموحدين ، أفترى ان من لا تجوز شهادته في الدنيا على صاع من تمر يطلب الله شهادته يوم القيامة ، ويقبلها منه بحضرة جميع الأمم الماضية ؟ كلا : لم يعن الله مثل هذا من خلقه ، يعني الأمة التي وجبت لها دعوة إبراهيم ( كنتم خير أمة أخرجت للناس ) وهم الأمة الوسطى ، وهم خير أمة أخرجت للناس . ( 1 ) الحلف بالنبي كناية ربما يحلف القرآن الكريم بالنبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كناية ، قال سبحانه : ( لا أقسم بهذا البلد * وأنت حل بهذا البلد * ووالد وما ولد * لقد خلقنا الانسان في كبد ) . ( 2 ) والحل بمعنى المقيم وكأنه سبحانه يقول : وأنت يا محمد مقيم به ، وهو محلك وهذا تنبيه على شرف البلد بشرف من حلبه وهو الرسول الداعي إلى توحيده ، وإخلاص عبادته ، وبيان أن تعظيمه له وقسمه به لأجله ولكونه حالا فيه ، كما سميت المدينة طيبة لأنها طابت به حيا وميتا . ( 3 ) وكأن الآية تشير إلى المثل المعروف شرف المكان بالمكين ، وان قداسة مكة والداعي إلى الحلف بها هو احتضانها للنبي يقول العلامة الطباطبائي : والحل مصدر كالحلول بمعنى الإفاضة والاستقرار في مكان ، والمصدر بمعنى الفاعل ، والمعنى : أقسم بهذا البلد ، والحال انك حال به مقيم فيه ، وفي ذلك تنبيه على تشرف مكة بحلوله فيها وكونها مولده ومقامه . ( 4 )