أنّ إنساناً قاتل غيره ، فقتل نفسه جاز أن يقال : انّه قاتل فلاناً ، فلم يقتل إلاّ نفسه ، فيوجب مقاتلة صاحبه ، وينفي عنه قتله .
والنفس مأخوذة من النفاسة ، لأنّها أجلّ ما في الإنسان ، تقول : نَفَس ينفس نفاسة : إذا ظن به ، وتنافسوا في الأمر : إذا تشاحوا ، والنفس : الروح ، ونفّس عنه تنفيساً : إذا روّح عن نفسه ، والنّفس : الدم ، ومنه النفساء ، ونفست المرأة ، والنفس : خاصة الشيء ، وقوله : * ( وَمَا يَشْعُرُونَ ) * يعني وما يعلمون ، يقال : ما شعر فلان بهذا الأمر وهو لا يشعر به إذ لم يدر ، شعراً وشعوراً ومشعوراً ، قال الشاعر :
عقوا بسهم فلم يشعر به أحد * ثم استفاءوا وقالوا حبذا الوضح يعني : لم يعلم به أحد ، وأصل الشعر : الدقة شعر به يشعر : إذا أعلمه بأمر يدق ، ومنه الشعيرة والشعير ، لأنّ في رأسهما كالشعر في الدقة ، والمشاعر : العلامات في مناسك الحج كالموقف والطواف ، وغيرهما ، وأشعرت البدنة ، إذا أعلمتها على أنّها هدي ، والشعار ما يلي الجسد ، لأنّه يلي شعر البدن .
قوله تعالى : * ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً ولَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ بِما كانُوا يَكْذِبُونَ ) * آية ( 10 ) .
وقال أبو عبيدة : المرض الشك والنفاق ، وقيل في قوله : * ( فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ ) * أي فجور ، وقال سيبويه : مرضته قمت عليه ، ووليته ، وأمرضته : جعلته مريضاً .
وقيل : إنّ المرض الغم والوجع من الحسد والعداوة لكم : * ( فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً ) * دعاء عليهم ، كما قال تعالى : * ( ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ ) * [1] وأصل