الركوع والسجود على وجه مخصوص وأركان وأذكار مخصوصة ، وقيل : انّها سميت صلاة لأنّ المصلّي متعرض لاستنجاح طلبته من ثواب الله ونعمه مع ما يسأل ربه فيها من حاجاته .
وأمّا الرزق ، فهو ما للحي الانتفاع به على وجه لا يكون لأحد منعه منه ، وهذا لا يطلق إلاّ فيما هو حلال ، فأمّا الحرام فلا يكون رزقاً لأنّه ممنوع منه بالنهي ، ولصاحبه أيضاً منعه منه ، ولأنّه أيضاً مدحهم بالإنفاق ممّا رزقهم ، والمغصوب والحرام يستحق الذم على إنفاقه ، فلا يجوز أن يكون رزقاً .
وقوله : * ( وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ) * حكي عن ابن عباس : أنّها الزكاة المفروضة يؤتيها احتساباً ، وحكي عن ابن مسعود : أنّها نفقة الرجل على أهله ، لأنّ الآية نزلت قبل وجوب الزكاة ، وقال الضحاك : هو التطوّع بالنفقة فيما قرّب من الله ، والأولى حمل الآية على عمومها فيمن أخرج الزكاة الواجبة ، والنفقات الواجبة ، وتطوّع بالخيرات .
وأصل الرزق الحظ لقوله : * ( وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ) * [1] : أي حظكم ، وما جعله حظاً لهم فهو رزقهم .
والإنفاق أصله الإخراج ، ومنه قيل : نفقت الدابة إذا خرجت روحها ، والنافقاء ، جحر اليربوع ، من ذلك لأنّه يخرج منها ، ومنه النفاق لأنّه يخرج إلى المؤمن بالايمان ، وإلى الكافر بالكفر .
قوله تعالى : * ( والَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وبِالآْخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ ) * آية ( 4 ) .