الضَّالِّينَ ) * هم النصارى ، لأنّه قال : * ( وَضلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) * [1] وقال : * ( لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا ) * يعني النصارى . وروي ذلك عن النبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وأمّا الغضب من الله فهو إرادة العقاب المستحق بهم ، ولعنهم وبراءته منهم ، وأصل الغضب الشدة ، ومنه الغضبة الصخرة الصلبة الشديدة المركبة في الجبل المخالفة له ، ورجل غضوب شديد الغضب ، والغضوب الحية الخبيثة لشدّتها ، والغضوب الناقة العبوس .
وأصل الضلال الهلاك ، ومنه قوله : * ( أَئِذَا ضَلَلْنَا فِي الأَرْضِ ) * أي هلكنا ، ومنه قوله تعالى : * ( وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ ) * أي أهلكها . والضلال في الدين الذهاب عن الحقّ ، والإضلال الدعاء إلى الضلال والحمل عليه ، ومنه قوله تعالى : * ( وَأَضَلَّهُمْ السَّامِرِيُّ ) * [2] والإضلال الأخذ بالعاصين إلى النار ، والإضلال الحكم بالضلال ، والإضلال التحيير بالضلال بالتشكيك لتعدل عنه .
واليهود - وإن كانوا ضُلاّلاً - والنصارى - وإن كانوا مغضوباً عليهم - فإنّما خصّ الله تعالى كلّ فريق منهم بسمة يعرف بها ويميّز بينه وبين غيره بها ، وإن كانوا مشتركين في صفات كثيرة ، وقيل أنّه أراد * ( بالْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ ) * جميع الكفّار ، وإنّما ذكروا بالصفتين لاختلاف الفائدتين .
وروى جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : قال الله تعالى : “ قسّمت الصلاة بيني وبين عبدي فله ما سأل ، فإذا قال العبد : * ( الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ) * قال : حمدني عبدي ، وإذا قال : * ( الرَّحْمَن الرَّحِيم ) * قال : أثنى عليَّ عبدي ، وإذا