فخندف [1] هامة هذا العالم وهذا قول أكثر المفسّرين كابن عباس وسعيد بن جبير وقتادة وغيرهم ، واشتقاقه من العلامة لأنّه علامة ودلالة على الصانع تعالى ، وقيل انّه من العلم - على ما روى ابن عباس - قال : هم صنف من الملائكة والانس والجن ، لأنّه يصحّ أن يكون كلّ صنف منهم عالماً .
فإن قيل : كيف يجوز أن يقول : الحمد لله والقائل هو الله تعالى وان [2] كان يجب أن يقول الحمد لنا ، قيل : العالي الرتبة إذا خاطب من دونه لا يقول كما يقول للنظير ، ألا ترى أنّ السيّد يقول لعبده : الواجب أن تطيع سيدك ولا تعصيه ، وكذلك يقول الأب لابنه : يلزمك أن تبرّ أباك والمنة لأبيك ، والخلفاء يكتبون عن أنفسهم إنّ أمير المؤمنين رأى كيت وكيت ، ليقع ذلك موقع إجلال وإكرام وإعظام ، على أنّا قد بيّنا أنّ المراد بذلك : قولوا الحمد لله ، وحذف لدلالة الكلام عليه .
قوله : * ( الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ) * .
آية . مخفوضان لأنّهما نعت لله ، وقد مضى معناهما [3] .
قوله : * ( مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ ) * .
والمالك هو القادر على التصرّف في ماله ، وأن يتصرّف فيه على وجه ليس لأحدٍ منعه منه ، ويوصف العاجز بأنّه مالك من جهة الحكم . والملك هو القادر الواسع القدرة الّذي له السياسة والتدبير ، ويقال ملك بيّن المُلكَ - مضمومة الميم - ومالك بيِّن