أيما شاطن [1] عصاه عكاه [2] * ثمّ يلقى في السجن والاكبال [3] ولو كان مشتقاً من شاط ، لقال : شائط ، ولما قال : شاطن ، علم أنّه مشتق من شطن ، والشطن الحبل .
وأما الرجيم فهو فعيل بمعنى مفعول ، كقولهم كف خضيب ، ولحية دهين ، ورجل لعين ، يراد مخضوبة ، ومدهونة ، وملعون ، ومعنى المرجوم المشتوم فكل مشتوم بقول ردي فهو مرجوم ، وأصل الرجم الرمي بقول كان أو فعل ، ومنه قوله تعالى : * ( لَئِنْ لَمْ تَنتَهِ لأَرْجُمَنَّكَ ) * [4] ويجوز أن يكون الشيطان رجيماً ، لأنّ الله طرده من سمائه ورجمه بالشهب الثاقبة .
وسورة الحمد مكية في قول قتادة ، ومدنية في قول مجاهد ، وليس فيها ناسخ ولا منسوخ .
“ بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ” [5] الحجة : عندنا آية من الحمد ومن كلّ سورة بدلالة إثباتهم لها في المصاحف بالخط الّذي كتب به المصحف ، مع تجنّبهم إثبات الأعشار والأخماس كذلك ، وفي ذلك خلاف ذكرناه في خلاف الفقهاء ، ولا خلاف أنّها بعض سورة النمل ، وعندنا أنّ من تركها في الصلاة بطلت صلاته ، لأنّ الصلاة عندنا لا تصحّ إلاّ بفاتحة الكتاب ، وهي من تمامها ، سواء كانت الصلاة فرضاً أو نافلة ، وفيه خلاف ذكرناه في خلاف الفقهاء .