* ( وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَام إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً ) * وبه قال الحسن ، وقتادة ، والربيع ، واختاره الجبائي ، والرماني .
وهو الظاهر في أخبارنا وهو الأقوى ، لأنّ مقام إبراهيم إذا أطلق لا يفهم منه إلاّ المقام المعروف الّذي هو في المسجد الحرام .
وفي المقام دلالة على نبوة إبراهيم ( عليه السلام ) ، لأنّ الله تعالى جعل الصخرة تحت قدمه كالطين حتى دخلت قدمه فيها - وكان ذلك معجزة له - وقيل في معنى قوله * ( مُصَلّىً ) * ثلاثة أقوال :
قال مجاهد : مدعى ، مأخوذ من صليت بمعنى دعوت .
وقال الحسن والجبائي : قبلة .
وقال قتادة والسدي : أمروا أن يصلّوا عنده .
وهو المروي في أخبارنا ، وبذلك استدلّوا على أنّ صلاة الطواف فريضة مثله ، لأنّ الله تعالى أمر بذلك والأمر يقتضي الوجوب ، وليس ها هنا صلاة يجب أداؤها عنده غير هذه بلا خلاف .
وقوله : * ( عَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ) * أي أمرنا أن طهّرا ، قال الجبائي : أمرا أن يطهراه من فرث ودم كان يطرحه عنده المشركون قبل أن يصير في يد إبراهيم ، ويجوز أن يريد طهراه من الأصنام ، والأوثان التي كانت عليه للمشركين قبل أن يصير في يد إبراهيم ، وبه قال قتادة ومجاهد ، وقال السدي : طهراه ببنائكما له على الطهارة ، كما قال : * ( أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنْ اللَّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ ) * [1] .
والطائف والدائر والجائل نظائر ، طاف يطوف طوافاً إذا دار حول الشيء ، وأطاف به إطافة : إذا ألمّ به .