وروي عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : حقّ التلاوة الوقوف عند ذكر الجنة والنار يسأل في الأولى ، ويستجير من الأخرى .
وقال قوم : * ( يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ ) * يقرؤونه حقّ قراءته .
والمعني بقوله : * ( وَمَنْ يَكْفُرْ بِهِ ) * اليهود - على قول ابن زيد - والأولى أن يكون ذلك محمول على عمومه في جميع الكفّار ، وبه قال الجبائي وأكثر المفسّرين .
قوله تعالى : * ( يا بَنِي إِسْرائِيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعالَمِين ) * آية واحدة ( 122 ) .
هذا خطاب من الله لبني إسرائيل الذين كانوا في عهد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أمرهم الله أن يذكروا نعمته التي أنعم بها عليهم .
والنعمة : النفع الّذي يستحق به الشكر ، والإنعام والإحسان والإفضال نظائر ، ونقيض النعمة : النقمة ، وهو الضرر المستحق .
ومعنى قوله : * ( وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) * يعني عالمي زمانهم ، وتفضيله إياهم بأن جعل فيهم النبوة والحكم ، وهذه الآية قد تقدّم ذكر مثلها في رأس نيف وأربعين .
وقيل في سبب تكريرها ثلاثة أقوال :
أحدها : إنّ نعم الله لما كانت الأصل الّذي به يجب شكره وعبادته ، ذكّر بها ليقبلوا إلى طاعته واتباع أمره ، وليكون مبالغة في استدعائهم إلى ما يلزمهم لربهم التظاهر بالنعم عليهم .
والثاني : إنّه لما ذكر الكتاب وعنى به التوراة ، وكان فيه الدلالة على شأن عيسى ومحمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) في النبوة والبشارة المتقدّمة ، ذكّرهم ( عز وجل ) بما أنعم عليهم من