الله تعالى : * ( أَتَوَاصَوْا بِهِ ) * [1] وروي عن ابن إسحاق أنّه قرأ * ( تَشَابَهَتْ ) * - بتشديد الشين - خطأ ، لأنّ ذلك إنّما يجوز في المضارع ، بمعنى تتشابه - فتدغم احدى التائين في الشين - هكذا قال الفراء ، وغيره من أهل العلم .
وقوله : * ( قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْم يُوقِنُونَ ) * معناه أيقن بها قوم من حيث دلّتهم على الحقّ ، فالواجب على كلّ هؤلاء أن يستدلّوا بها ، ليصلوا إلى اليقين كما وصل غيرهم إليه بها .
واليقين والعلم والمعرفة نظائر في اللغة ، ونقيضه الشك والجهل ، تقول : أيقن ايقاناً ، وتيقن تيقناً ، واستيقن استيقاناً ، وقال صاحب العين : اليقين النفس . قال الشاعر :
وما بالّذي أبصرته العيو * * ن من قطع يأس ولا من يقن [2] واليقين : علم يثلج به الصدر ، ولذا يقولون : أجد برد اليقين ، ولا يقولون : وجد برد العلم ، فإن قيل : لم لم يؤتوا الآيات التي طلبوها ، لتكون الحجة آكد ؟
قلنا : إظهار الآيات يعتبر فيه المصالح ، وليس بموقوف على اقتراح العباد ، ولو علم الله أنّ ما اقترحوا من الآيات فيه مصلحة لأظهرها ، فلما لم يظهرها علمنا أنّه لم يكن فيها مصلحة لنا أصلاً .
قوله تعالى : * ( إِنَّا أَرْسَلْناكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً ونَذِيراً ولا تُسْئَلُ عَنْ أَصْحابِ الْجَحِيمِ ) * آية بلا خلاف ( 119 ) .
معنى قوله : * ( وَلا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيم ) * تسلية للنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقيل له : ( إنّما أنت بشير ونذير ) ولست * ( تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيم ) * ومثله قوله : * ( فَلا