الدِّينِ ) * [1] كلّ هذا يرد به التوكيد ، وقد يقول القائل لغيره : اعجل اعجل ، وللرامي : ارم ارم ، قال الشاعر :
كم نعمة كانت لكم * كم كم وكم وقال آخر :
هلا سألت جموع كن - * - دة يوم ولوا أين أينا وقال عوف بن الخزرج :
وكادت فزارةُ تَصلى بنا * فأولى فزار فأولى فزار فأمّا تكرار معنى واحد بلفظين مختلفين ، كقوله : * ( الرَّحْمَنِ الرَّحِيم ) * وقوله : * ( نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ ) * والنجوى هو السر ، فالوجه فيه ما ذكرنا من أنّ عادة القوم ، تكرير المعنى بلفظين مختلفين ، اتساعاً في اللغة ، كقول الشاعر : كذباً وميناً ، وهما بمعنى واحد وقول الآخر :
لمياء في شفتيها حوة لعس * وفي اللثات وفي أنيابها شنب [2] واللمى : سواد في الشفتين ، والحوة واللعس كلاهما سواد في الشفتين وكرر لاختلاف اللفظ ، والشنب : تحزّز في الأنياب كالمنشار ، وهو نعت لها . ورحمن ورحيم ، سنبين القول فيهما فيما بعد .
وقوله : * ( فَغَشَّاهَا مَا غَشَّى ) * [3] وقوله : * ( فَغَشِيَهُمْ مِنْ الْيَمِّ مَا غَشِيَهُمْ ) * [4] وقوله : * ( وَلا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ ) * [5] على ما قلناه من التوكيد ، كما يقول القائل :