responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 150


يوصل إليه إلاّ بقراءة الكتب ، والنبيّ ( صلى الله عليه وآله وسلم ) لم يعرف بشيء من ذلك مع العلم بمنشئه ومبتدء أمره ومنتهاه .
وهذا يمكن أن يذكر على وجه التأكيد والتقوية ، لآياته ومعجزاته من غير أن يكون لو انفرد لكفى في باب الدلالة ، لأنّ لقائل أن يقول : إنّه قرأ الكتب سراً ، وأخذ عمّن قرأها خفياً فلا طريق للقطع على ذلك ، وإنّما تغلب في الظن ، فإن قيل : ما الفائدة في الجواب بقولهم : * ( لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا ) * ؟ قلنا : لو اقتصروا على قولهم : * ( لا عِلْمَ ) * ، لكان كافياً ، لكن أرادوا أن يضيفوا إلى ذلك التعظيم والاعتراف بأنّ جميع ما يعلمونه من تعليمه ، وإنّ هذا ليس من جملة ذلك ، واختصار ذلك أدلّ على الشكر لنعمه . وقيل في معنى ( عَلِيمُ ) أمران :
أحدهما : أنّه عليم بغير تعليم بدلالة أنّهم أثبتوا لله ما نفوه عن أنفسهم بقولهم : * ( لا عِلْمَ لَنَا إِلاّ مَا عَلَّمْتَنَا ) * أي نحن معلّمون وأنت العليم غير المعلّم .
والثاني : انّه العليم الحكيم ، وكلاهما حسن ، والأوّل أحسن ، لأنّه أكثر فائدة ، وأولى في تقابل البلاغة ، وقد تضمّنت الآية الدلالة عليه أنّه لا علم له إلاّ ما علمه الله ، إمّا بالضرورة وإمّا بالدلالة .
قوله تعالى : * ( قالَ يا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمائِهِمْ قالَ ألَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّماواتِ والأرْضِ وأَعْلَمُ ما تُبْدُونَ وما كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ ) * آية بلا خلاف ( 33 ) .
ومعنى * ( أَنْبِئْهُمْ ) * خطاب لآدم ، يعني أخبر الملائكة ، لأنّ الهاء كناية عنهم وموضعهم النصب .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 150
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست