responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 116


قوله تعالى : * ( وإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنا عَلى عَبْدِنا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وادْعُوا شُهَداءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) * آية بلا خلاف ( 23 ) .
هذه الآية فيها احتجاج لله تعالى لنبيّه محمّد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) على مشركي قوم من العرب والمنافقين ، وجميع الكفار من أهل الكتابين ، وغيرهم ، لأنّه خاطب أقواماً عقلاء ألباء [1] في الذروة العليا من الفصاحة ، والغاية القصوى من البلاغة وإليهم المفزع في ذلك ، فجاءهم بكلام من جنس كلامهم ، وجعل عجزهم من مثله حجة عليهم ، ودلالة على بطلان قولهم ، ووبخهم ، وقرعهم وأمهلهم المدة الطويلة ، وقال لهم : * ( فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ ) * [2] ، ثم قال : * ( فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِثْلِهِ ) * [3] وقال في موضع آخر : * ( بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) * . وخبّرهم أنّ عجزهم ، إنّما هو عن النظير والجنس ، مع أنّه ولد بين أظهرهم ونشأ معهم ، ولم يفارقهم في سفر ولا حضر ، وهو من لا يخفى عليهم حاله لشهرته وموضعه ، وهم أهل الحمية والأنفة يأتي الرجل منهم بسبب كلمة على القبيلة ، فبذلوا أموالهم ونفوسهم في إطفاء أمره ، ولم يتكلّفوا معارضته بسورة ولا خطبة ، فدلّ ذلك على صدقه ، وذكرنا ذلك في الأصول .
وقوله : * ( بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ ) * قال قوم : إنّها بمعنى التبعيض ، وتقديره : فأتوا ببعض ما هو مثل له وهو سورة ، وقال آخرون : هي بمعنى تبيين الصفة كقوله :



[1] - ألبّاء : ج لبيب .
[2] - هود : 13 .
[3] - يونس : 38 .

نام کتاب : إكمال النقصان من تفسير منتخب التبيان ( موسوعة إبن إدريس الحلي ) نویسنده : ابن إدريس الحلي    جلد : 1  صفحه : 116
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست