لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) * [1] * ( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ) * [2] . وقال تعالى : * ( قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ ) * [3] ؟ فحمل الآية على عمومها أولى ، ويطابق أول الآية ، وقد بيّنا أنّ خطابه لجميع الخلق .
واستدلّ أبو عليّ الجبائي بهذه الآية ، على أنّ الأرض بسيطة ليست كرة كما يقول المنجمون والبلخي بأن قال : جعلها فراشاً ، والفراش البساط بسط الله تعالى إياها ، والكرة لا تكون مبسوطة ، قال : والعقل يدلّ أيضاً على بطلان قولهم ، لأنّ الأرض لا يجوز أن تكون كروية مع كون البحار فيها ، لأنّ الماء لا يستقر إلا فيما له جنبان يتساويان ، لأنّ الماء لا يستقر فيه كاستقراره في الأواني ، فلو كانت له ناحية في البحر مستعلية على الناحية الأخرى ، لصار الماء من الناحية المرتفعة إلى الناحية المنخفضة ، كما يصير كذلك إذا امتلأ الاناء الّذي فيه الماء ، وهذا لا يدلّ على ما قاله ، لأنّ قول من قال الأرض كروية ، معناه إنّ لجميعها شكل الكرة .
وقوله : * ( وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ) * يحتمل أمرين :
أحدهما : إنّكم تعلمون انّه لا خالق لكم ، ولا منعم بما عدّده من أنواع النعيم سوى الله ، وانّ من أشركتم به لا يضر ولا ينفع .
والثاني : انّه أراد ، وأنتم علماء بأمور معايشكم ، وتدبير حروبكم ، ومضاركم ومنافعكم ، لستم بأغفال ولا جهال .