وقال قوم : هو ريح يختنق تحت السماء ، رواه أبو خالد عن ابن عباس .
وقال قوم : هو اصطكاك اجرام السحاب ، فمن قال انّه ملك قدر فيه صوته ، كأنّه قال : فيه ظلمات وصوت رعد ، لأنّه روي أنّه يزعق به ، كما يزعق الراعي بغنمه ، والصيب إذا كان مطراً ، والرعد إذا كان صوت ملك ، كان يجب أن يكون الصوت في المطر ، لأنّه قال فيه والهاء راجعة إليه ، والمعلوم خلافه ، لأنّ الصوت في السحاب والمطر في الجو إلى أن ينزل ، ويمكن أن يجاب عن ذلك بأن يقال : لا يمتنع أن يحل الصوت المطرحين انفصاله من السحاب ، ولا مانع يمنع منه ، ويحتمل أن يكون المراد بفي مع ، كأنّه قال : معه ظلمات ورعد ، وقد بيّنا جوازه فيما مضى .
وأمّا البرق ، فمروي عن عليّ ( عليه السلام ) أنّه قال : مخاريق الملائكة من حديد ، تضرب بها السحاب ، فتنقدح منها النار ، وروي عن ابن عباس أنّه سوط من نور ، يزجر به الملك السحاب ، وقال قوم : إنّه ما رواه أبو خالد عن ابن عباس ، وقال مجاهد : هو مصع الملك ، والمصاع : المجالدة بالسيوف وبغيرها ، قال أعشى بني ثعلبة يصف جواري لعبن بحليهنّ :
إذا هنّ نازلن أقرانهنّ * وكان المصاع بما في الجون [1] يقال منه : ماصعه مصاعاً ، والمعاني متقاربة ، لأنّ قول عليّ ( عليه السلام ) : إنّه مخاريق ، وقول ابن عباس : إنّه سياط يتقاربان ، وما قال مجاهد : إنّه مصاع قريب ، لأنّه لا يمتنع أنّه أراد مصاع الملك بذلك ، وإزجاره به .
والصواعق جمع صاعقة ، وهو الشديد من صوت الرعد ، فتقع منه قطعة نار تحرق ما وقعت فيه ، والصاعقة : صيحة العذاب ، والصاعاق : الصوت الشديد