وتأويل الآية : مثل استضاءة المنافقين بضوء إقرارهم بالاسلام مع استسرارهم الكفر كمثل مُوقِد نار ، يستضيئ بضوء ناره ، أو كمثل مطر مظلم ودقه يجري من السماء ، تحمله مزنة ظلماء في ليلة مظلمة .
فإن قيل : فإن كان المثلان للمنافقين فلِمَ قال : * ( أَوْ كَصَيِّبٍ ) * وأو لا تكون إلاّ للشك ، وإن كان مثلهم واحداً منهما ، فما وجه ذكر الآخر ب ( أو ) وهي موضوعة للشك من المخبر عمّا أخبر به ؟
قيل : إنّ ( أو ) قد تستعمل بمعنى الواو ، كما تستعمل للشك بحسب ما يدلّ عليه سياق الكلام ، قال توبة بن الحمير :
قد زعمت ليلى بأنّي فاجر * لنفسي تقاها أو عليها فجورها [1] ومعلوم أنّ توبة لم يقل ذلك على وجه الشك ، وإنّما وضعها موضع الواو .
وقال جرير :
نال الخلافة أو كانت له قدرا * كما أتى ربه موسى على قدر [2] ومثله كثير . قال الزجّاج : معنى أو في الآية التخيير ، كأنّه قال : إنّكم مخيّرون بأن تمثلوا المنافقين تارة بموقد النار ، وتارة بمن حصل في المطر ، يقال : جالس الحسن أو ابن سيرين أي أنت مخيّر في مجالسة من شئت منهما .
والرعد قال قوم : هو ملك موكل بالسحاب يسبح ، روي ذلك عن مجاهد وابن عباس ، وأبي صالح ، وهو المروي عن أئمتنا ( عليهم السلام ) .