أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم * دجى الليل حتى نظّم الدر ثاقبه [1] وقوله : * ( حوله ) * مأخوذ من الحول وهو الانقلاب ، يقال : حال الحول إذا انقلب إلى أول السنة ، وأحال في كلامه إذا صرفه عن وجهه ، وحوّله عن المكان أي نقله إلى مكان آخر ، وتحوّل : تنقّل واحتال عليه وحاوله طالبه بالانقلاب إلى مراده ، والحَول بالعين - بالفتح - والحِول - بالكسر - الانقلاب عن الأمر ، ومنه قوله : * ( لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلا ) * [2] والحوالة انقلاب الحقّ عن شخص إلى غيره ، والمحالة : البكرة ، والحيلة : إيهام الأمر للخديعة ، وحال بينه وبينه : مانع ، والحائل : الناقة التي انقطع حملها ، والحائل : العير ، وحوله الصبا : أي دابرته .
ذهب به وأذهبه : أي أهلكه ، لا ذهابه إلى مكان يعرف ، ومنه * ( ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ ) * . والمذهب : الطريقة في الأمر ، والذّهبة : المطرة الجود . وقوله : * ( وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ ) * أي أذهب النور بالظلمات ، وتاركه متاركة وتتاركوا : تقابلوا في الترك ، واترك اتراكاً : اعتمد الترك ، والتركة التريكة : بيضة النعام المنفردة لتركها وحدها .
والظلمات : جمع الظلمة ، وأصلها انتقاص الحقّ من قوله : * ( وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً ) * أي لم تنقص ، وأظلم الجواد احتمل انتقاص الحقّ لكرمه ، ومن أشبه أباه فما ظلم ، أي ما انتقص حقّ الشبه ، وظلمت الناقة : إذا نحرت من غير علّة .
والظلم : ماء الأسنان من اللون لا من الريق ، والظلم : الثلج ، وقوله : * ( فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ ) * قال ابن عباس : إنّهم يبصرون الحقّ ويقولون به حتى إذا