نام کتاب : نواسخ القرآن نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 4
ثم قرأ الفقه والخلاف والجدل والأصول على أبى بكر الدينوري والقاضي أبى يعلى وغيرهم كثير كابن منده الذين تلقى منهم علم عصره . ومن شدة انصرافه لطلب العلم لم يكن في صغره على ما كان عليه أترابه من حب اللهو واللعب بل انشغل في العلم وحفظه وكتابته ، وهذا لما له من نضوج عقلي إلى جانب حافظة واعية وقد قال عن نفسه ( قد رزقت عقلا وافرا في الصغر يزيد على عقل الشيوخ ) . 3 - قال عنه ابن خلكان ( 1 / 279 ) " كان علامة عصره وامام وقته في الحديث وصناعة الوعظ ، صنف في فنون كثيرة ، منها " زاد المسير في علم التفسير " أربعة أجزاء أتى فيه بأشياء غريبة ، وله في الحديث تصانيف كثيرة وله " المنتظم " في التاريخ وهو كبير وله " الموضوعات " في أربعة أجزاء . . . وبالجملة فكتبه أكثر من أن تعد ، وكتب بخطه شيئا كثيرا ، والناس يغالون في ذلك حتى يقولوا انه جمعت الكراريس التي كتبها وحسبت مدة عمره وقسمت الكراريس على المدة فكان ما خص كل يوم تسع كراريس ( 1 ) وهذا شئ عظيم لا يكاد يقبله عقل " . ويقال : جمعت براية أقلامه التي كتب بها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم فحصل منها شئ كثير ، وأوصى أن يسخن بها الماء الذي يغسل به بعد موته ، ففعل ذلك فكفت وفضل منها " " له أشعار لطيفة ( 2 ) منها قوله يخاطب أهل بغداد : عذيري من فتية بالعراق * قلوبهم بالجفا قلب يرون العجيب كلام الغريب * وقول الغريب فلا يعجب
1 - أشهر هذا الأسلوب في مدح العلماء الذين عرفوا بكثرة التأليف كالطبري مثلا . 2 - كتب الكثير من الشعر ، انظر كتابه هذا ( باب الوعظ ) وسائر كتبه
نام کتاب : نواسخ القرآن نویسنده : ابن الجوزي جلد : 1 صفحه : 4