responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 800


* ( وأَنْزَلَ جُنُوداً لَمْ تَرَوْها ) * [ التوبة / 26 ] ، * ( لَوْ لا نُزِّلَتْ ) * سُورَةٌ [ محمد / 20 ] ، * ( فَإِذا أُنْزِلَتْ ) * سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ [ محمد / 20 ] فإنَّما ذَكَرَ في الأوّلِ « نُزِّلَ » ، وفي الثاني « أُنْزِلَ » تنبيهاً أنّ المنافقين يَقْتَرِحُونَ أن يَنْزِلَ شَيْءٌ فَشَيْءٌ من الحثِّ على القِتَال لِيَتَوَلَّوْه ، وإذا أُمِرُوا بذلك مَرَّةً واحدةً تَحَاشَوْا منه فلم يفعلوه ، فهم يَقْتَرِحُونَ الكثيرَ ولا يَفُونَ منه بالقليل . وقوله : * ( إِنَّا أَنْزَلْناه ) * فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ [ الدخان / 3 ] ، * ( شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ ) * فِيه الْقُرْآنُ [ البقرة / 185 ] ، * ( إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ) * [ القدر / 1 ] وإنّما خُصَّ لفظُ الإنزالِ دُونَ التَّنزيلِ ، لما رُوِيَ : ( أنّ القرآن نَزَلَ دفعةً واحدةً إلى سماءِ الدُّنيا ، ثمّ نَزَلَ نَجْماً فَنَجْماً ) [1] . وقوله تعالى : * ( الأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً ونِفاقاً وأَجْدَرُ أَلَّا يَعْلَمُوا حُدُودَ ما أَنْزَلَ الله عَلى رَسُولِه ) * [ التوبة / 97 ] فَخَصَّ لفظَ الإنزالِ ليكونَ أعمَّ ، فقد تقدَّم أنّ الإنزال أعمُّ من التَّنزيلِ ، قال تعالى : * ( لَوْ أَنْزَلْنا هذَا الْقُرْآنَ عَلى جَبَلٍ ) * [ الحشر / 21 ] ، ولم يقل : لو نَزَّلْنَا ، تنبيهاً أنَّا لو خَوَّلْنَاه مَرَّةً ما خَوَّلْنَاكَ مِرَاراً * ( لَرَأَيْتَه خاشِعاً ) * [ الحشر / 21 ] . وقوله : * ( قَدْ أَنْزَلَ الله إِلَيْكُمْ ) * * ( ذِكْراً رَسُولًا يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آياتِ الله ) * [ الطلاق / 10 - 11 ] فقد قيل : أراد بإنزالِ الذِّكْرِ هاهنا بِعْثَةَ النبيِّ عليه الصلاة والسلام ، وسمَّاه ذكراً كما سُمِّيَ عيسى عليه السلام كلمةً ، فعَلَى هذا يكون قوله : « رَسُولًا » بدلا من قوله : « ذِكْراً » ، وقيل : بل أراد إنزالَ ذِكْرِه ، فيكونُ « رسولًا » مفعولًا لقوله :
ذِكْراً . أي : ذِكْراً رَسُولًا . وأمّا التَّنَزُّلُ فهو كالنُّزُولِ به ، يقال : نَزَلَ المَلَكُ بكذا ، وتَنَزَّلَ ، ولا يقال :
نَزَلَ اللَّه بكذا ولا تَنَزَّلَ ، قال : * ( نَزَلَ ) * بِه الرُّوحُ الأَمِينُ [ الشعراء / 193 ] وقال : * ( تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ ) * [ القدر / 4 ] ، * ( وما نَتَنَزَّلُ ) * إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ [ مريم / 64 ] ، * ( يَتَنَزَّلُ ) * الأَمْرُ بَيْنَهُنَّ [ الطلاق / 12 ] ولا يقال في المفتَرَى والكَذِبِ وما كان من الشَّيطان إلَّا التَّنَزُّلُ : * ( وما تَنَزَّلَتْ ) * بِه الشَّياطِينُ [ الشعراء / 210 ] ، * ( عَلى مَنْ تَنَزَّلُ الشَّياطِينُ تَنَزَّلُ ) * الآية [ الشعراء / 221 - 222 ] .
والنُّزُلُ : ما يُعَدُّ للنَّازل من الزَّاد ، قال : * ( فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلًا ) * [ السجدة / 19 ] وقال :
* ( نُزُلًا مِنْ عِنْدِ الله ) * [ آل عمران / 198 ] وقال في صفة أهل النار : * ( لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ ) * إلى قوله : * ( هذا نُزُلُهُمْ ) * يَوْمَ الدِّينِ



[1] أخرج ابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : * ( إِنَّا أَنْزَلْناه فِي لَيْلَةٍ مُبارَكَةٍ قال : أنزل القرآن في ليلة القدر ، ثم نزل به جبريل على رسول اللَّه نجوما بجواب كلام الناس . وأخرج سعيد بن منصور عن إبراهيم النخعي في الآية قال : نزل القرآن جملة على جبريل ، وكان جبريل يجيء بعد إلى النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم . الدر المنثور 7 / 398 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 800
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست