نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 36
ومن ذلك قوله : قال بعض الحكماء : قلّ صورة حسنة يتبعها نفس ردية ، فنقش الخواتيم مقروء من الطين ، وطلاقة الوجه عنوان ما في النفس ، وليس في الأرض شيء إلا ووجهه أحسن ما فيه . وقال النبي عليه الصلاة والسلام : اطلبوا الحاجات من حسان الوجوه [1] . وقال عمر رضي اللَّه عنه : إذا بعثتم رسلا فاطلبوا حسن الوجه وحسن الاسم . ومن ذلك قولهم : من جهل شيئا عاداه ، والناس أعداء ما جهلوا [2] . وقال اللَّه تعالى : * ( وإِذْ لَمْ يَهْتَدُوا بِه فَسَيَقُولُونَ : هذا إِفْكٌ قَدِيمٌ ) * [ الأحقاف / 11 ] . ومن ذلك قوله : حقّ المعلم أن يجري متعلميه منه مجرى بنيه ، فإنه في الحقيقة أشرف من الأبوين ، كما قال الإسكندر - وقد سئل : أمعلمك أكرم عليك أم أبوك ؟ - قال : بل معلمي ، لأنه سبب حياتي الباقية ، ووالدي سبب حياتي الفانية [3] . وقد نبّه صلَّى اللَّه عليه وسلم على ذلك بقوله : « إنما أنا لكم مثل الوالد أعلمكم » [4] . ومن ذلك قول بعض الحكماء [5] : الحلافة تدل على كذب أربابها ، لأنّ ذلك لقلَّة الركون إلى كلامهم . وقد قال تعالى : * ( ولا تَشْتَرُوا بِآياتِي ثَمَناً قَلِيلًا ) * [ البقرة / 41 ] ، وقال تعالى : * ( ولا تَجْعَلُوا الله عُرْضَةً لأَيْمانِكُمْ أَنْ تَبَرُّوا ) * [ البقرة / 224 ] . ومن ذلك قوله : قال بعض الحكماء : مثل طالب معرفته مثل من طوّف في الآفاق في طلب ما هو معه [6] واللَّه تعالى يقول : * ( وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ ) * [ الحديد / 4 ] ، * ( وهُوَ الَّذِي فِي السَّماءِ إِله وفِي الأَرْضِ إِله ) * [ الزخرف / 84 ] . وليس كل ما جاء به الحكماء يوافق الشريعة ، ففي باب القناعة ذكر الشيخ قول النبي صلَّى اللَّه عليه وسلم : « تعس عبد الدينار ، تعس عبد الدرهم ، تعس وانتكس ، وإذا شيك فلا
[1] الحديث أخرجه الطبراني والدارقطني وتمّام والبخاري في تاريخه . انظر : كشف الخفاء 1 / 137 . [2] انظر : الذريعة ص 112 . [3] انظر : الذريعة ص 119 . [4] الحديث أخرجه أحمد وأبو داود والنسائي وابن ماجة وابن حبان . انظر : الفتح الكبير 1 / 437 . [5] انظر : الذريعة ص 145 . [6] انظر : المفردات مادة ( بطن ) .
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 36