نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 31
الشريعة وعلوم الحكمة
الشريعة وعلوم الحكمة نبدأ أولا بتعريف علم الحكمة وأقسامها وأصل موردها ، ثم تبيين الباطل منها ، فنقول :
علم الحكمة :
علم الحكمة : هو علم يبحث فيه عن حقائق الأشياء على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية [1] . وهي من العلوم العقلية ، وقد قال ابن خلدون : وأمّا العلوم العقلية التي هي طبيعية للإنسان من حيث إنه ذو فكر ، فهي غير مختصة بملة ، بل يوجد النظر فيها لأهل الملل كلهم ، ويستوون في مداركها ومباحثها ، وهي موجودة في النوع الإنساني منذ كان عمران الخليقة ، وتسمى هذه العلوم علوم الفلسفة والحكمة [2] . - وأهل الحكمة يقسمونها قسمين : 1 - حكمة عملية : وهي العلم بما يؤدي إلى إصلاح المعاش والمعاد والعمل به . 2 - حكمة نظرية : المقصود منها ما حصل بالنظر . ويقول الشهرزوري : وإذا كانت الحكمة عبارة عن معرفة أعيان الموجودات على ما هي عليها لا غير ، فالأسماء تختلف بحسب اختلاف طرق التعليم ، فإن أدركها بعضهم بزمان يسير من غير تعلَّم بشري ، وكان مأمورا من الملأ الأعلى بإصلاح النوع الإنساني سمّيت نبوّة ، وإن كان بالتعلم والدراسة سمّيت فلسفة .
[1] راجع : كشف الظنون 1 / 676 . [2] انظر : مقدمة ابن خلدون ص 399 .
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 31