نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 27
3 - ومنها تأثّره بالمعتزلة في بعض الأحيان مع أنه يخالفهم . ومن ذلك قوله في مادة ( زمل ) ، في قوله تعالى : * ( يا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ ) * : أي : المتزمّل في ثوبه ، وذلك على سبيل الاستعارة ، كناية عن المقصّر والمتهاون بالأمر ، وتعريضا به . أ . ه . وحاشا للنبي صلَّى اللَّه عليه وسلم أن يقصّر في الأمر أو يتهاون ، وهو الذي كان يقوم الليل حتى تفطَّرت قدماه ، وإنما هذه المسائل من مسائل المعتزلة ، وغالب ظني أنه أخذها عن أبي مسلم الأصفهاني كبير مفسّري المعتزلة ، وقد ذكر ذلك أيضا الزمخشري في تفسيره ، وهو من أئمة المعتزلة . وانظر تعليقنا على هذه المادة . 4 - ومنها أوهام تحصل للمؤلف أحيانا فينسب أقوالا لغير قائليها . فمن ذلك قوله في مادة ( روى ) : قال أبو علي الفسوي : المروءة هو من قولهم : حسن في مرآة العين ، كذا قال ، وهذا غلط ، لأنّ الميم في « مرآة » زائدة ، ومروءة : فعولة . أ . ه . وهذا لم يقله أبو علي ، وإنما قال : وزعم بعض رواة اللغة أنّ المروءة مأخوذة من قولهم : هو حسن في مرآة العين ، وهذا من فاحش الغلط ، وذلك أنّ الميم في مرآة زائدة ، ومروءة فعولة . أ . ه . انظر : المسائل الحلبيات ص 59 . ومثال آخر ، قال في مادة ( فتن ) ، في قوله تعالى : * ( بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ ) * : قال الأخفش : المفتون : الفتنة ، كقولك : ليس له معقول ، وخذ ميسوره ودع معسوره ، فتقديره : بأيكم الفتون . وقال غيره : أيكم المفتون ، والباء زائدة ، كقوله تعالى : * ( كَفى بِالله شَهِيداً ) * أ . ه . قلت : الذي نسبه المصنف لغير الأخفش هو عينه قول الأخفش ، ذكره في معاني القرآن 2 / 505 ، والقول الأول الذي نسبه للأخفش هو قول الفرّاء ، فقد قال الفرّاء : المفتون هاهنا بمعنى الجنون ، وهو في مذهب الفتون ، كما قالوا : ليس له معقول رأي . انظر : معاني القرآن للفراء 3 / 173 . 5 - ومنها حصول بعض التصحيفات ، وهذا لا يكاد يسلم منه أحد . كقوله في مادة ( بحر ) : بنات بحر : للسحاب . أ . ه . والصواب إنما هو بنات بخر ، بالخاء المعجمة ، أو بنات مخر ، وانظر تعليقنا على ذلك في مادة ( بحر ) . 6 - وكذا تصحيفه لبيت من الشعر في مادة ( بطل ) ، فرواه : [ لأول بطل أن يلاقي مجمعا ]
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني جلد : 1 صفحه : 27