responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 94


[ النساء / 117 ] فمن المفسرين من اعتبر حكم اللفظ فقال : لمّا كانت أسماء معبوداتهم مؤنثة نحو : * ( اللَّاتَ والْعُزَّى ومَناةَ الثَّالِثَةَ ) * [ النجم / 19 - 20 ] قال ذلك :
ومنهم - وهو أصحّ - من اعتبر حكم المعنى ، وقال : المنفعل يقال له : أنيث ، ومنه قيل للحديد الليّن : أنيث ، فقال : ولمّا كانت الموجودات بإضافة بعضها إلى بعض ثلاثة أضرب :
- فاعلا غير منفعل ، وذلك هو الباري عزّ وجلّ فقط .
- ومنفعلا غير فاعل ، وذلك هو الجمادات .
- ومنفعلا من وجه كالملائكة والإنس والجن ، وهم بالإضافة إلى اللَّه تعالى منفعلة ، وبالإضافة إلى مصنوعاتهم فاعلة ، ولمّا كانت معبوداتهم من جملة الجمادات التي هي منفعلة غير فاعلة سمّاها اللَّه تعالى أنثى وبكَّتهم بها ، ونبّههم على جهلهم في اعتقاداتهم فيها أنها آلهة ، مع أنها لا تعقل ولا تسمع ولا تبصر ، بل لا تفعل فعلا بوجه ، وعلى هذا قول إبراهيم عليه الصلاة والسلام : * ( يا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا يَسْمَعُ ولا يُبْصِرُ ولا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئاً ) * [ مريم / 42 ] .
وأمّا قوله عزّ وجل : * ( وجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمنِ إِناثاً ) * [ الزخرف / 19 ] فلزعم الذين قالوا : إنّ الملائكة بنات اللَّه .
< / كلمة = أنث > < كلمة = إنس > إنس الإنس : خلاف الجن ، والأنس : خلاف النفور ، والإنسيّ منسوب إلى الإنس يقال ذلك لمن كثر أنسه ، ولكلّ ما يؤنس به ، ولهذا قيل :
إنسيّ الدابة للجانب الذي يلي الراكب [1] ، وإنسيّ القوس : للجانب الذي يقبل على الرامي .
والإنسيّ من كل شيء : ما يلي الإنسان ، والوحشيّ : ما يلي الجانب الآخر له .
وجمع الإنس أَناسيُّ ، قال اللَّه تعالى :
* ( وأَناسِيَّ كَثِيراً ) * [ الفرقان / 49 ] .
وقيل ابن إنسك للنفس [2] ، وقوله عزّ وجل :
* ( فَإِنْ آنَسْتُمْ ) * مِنْهُمْ رُشْداً [ النساء / 6 ] أي :
أبصرتم أنسا بهم ، و * ( آنَسْتُ ناراً ) * [ طه / 10 ] ، وقوله : * ( حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا ) * [ النور / 27 ] أي :
تجدوا إيناسا .
والإِنسان قيل : سمّي بذلك لأنه خلق خلقة لا قوام له إلا بإنس بعضهم ببعض ، ولهذا قيل :
الإنسان مدنيّ بالطبع ، من حيث لا قوام لبعضهم إلا ببعض ، ولا يمكنه أن يقوم بجميع أسبابه ، وقيل : سمّي بذلك لأنه يأنس بكلّ ما يألفه [3] ، وقيل : هو إفعلان ، وأصله : إنسيان ، سمّي بذلك لأنه عهد اللَّه إليه فنسي .



[1] الغريب المصنف ورقة 73 ، مخطوطة تركيا .
[2] راجع : المجمل 1 / 104 .
[3] المقتضب 4 / 13 .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست