responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 696


< / كلمة = كبد > < كلمة = كبر > كبر الْكَبِيرُ والصّغير من الأسماء المتضايفة التي تقال عند اعتبار بعضها ببعض ، فالشيء قد يكون صغيرا في جنب شيء ، وكبيرا في جنب غيره ، ويستعملان في الكمّيّة المتّصلة كالأجسام ، وذلك كالكثير والقليل ، وفي الكمّيّة المنفصلة كالعدد ، وربما يتعاقب الكثير والكبير على شيء واحد بنظرين مختلفين نحو : * ( قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ ) * [ البقرة / 219 ] و : كثير [1] قرئ بهما . وأصل ذلك أن يستعمل في الأعيان ، ثم استعير للمعاني نحو قوله : * ( لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً ) * إِلَّا أَحْصاها [ الكهف / 49 ] ، وقوله :
* ( ولا أَصْغَرَ مِنْ ذلِكَ ولا أَكْبَرَ ) * [ سبأ / 3 ] ، وقوله : * ( يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ ) * [ التوبة / 3 ] إنما وصفه بالأكبر تنبيها أنّ العمرة هي الحجّة الصّغرى كما قال صلَّى اللَّه عليه وسلم : « العمرة هي الحجّ الأصغر » [2] فمن ذلك ما اعتبر فيه الزمان ، فيقال : فلان كَبِيرٌ ، أي : مسنّ . نحو قوله : * ( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ ) * أَحَدُهُما [ الإسراء / 23 ] ، وقال : * ( وأَصابَه الْكِبَرُ ) * [ البقرة / 266 ] ، * ( وقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ ) * [ آل عمران / 40 ] ، ومنه ما اعتبر فيه المنزلة والرّفعة نحو : * ( قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ ) * شَهادَةً قُلِ الله شَهِيدٌ بَيْنِي وبَيْنَكُمْ [ الأنعام / 19 ] ، ونحو : * ( الْكَبِيرُ ) * الْمُتَعالِ [ الرعد / 9 ] ، وقوله : * ( فَجَعَلَهُمْ جُذاذاً إِلَّا كَبِيراً لَهُمْ ) * [ الأنبياء / 58 ] فسماه كبيرا بحسب اعتقادهم فيه لا لقدر ورفعة له على الحقيقة ، وعلى ذلك قوله : * ( بَلْ فَعَلَه كَبِيرُهُمْ هذا ) * [ الأنبياء / 63 ] ، وقوله : * ( وكَذلِكَ جَعَلْنا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكابِرَ ) * مُجْرِمِيها [ الأنعام / 123 ] أي :
رؤساءها وقوله : * ( إِنَّه لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ ) * [ طه / 71 ] أي : رئيسكم . ومن هذا النّحو يقال : ورثه كَابِراً عن كابر ، أي : أبا كبير القدر عن أب مثله . والْكَبِيرَةُ متعارفة في كلّ ذنب تعظم عقوبته ، والجمع : الْكَبَائِرُ . قال : * ( الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبائِرَ الإِثْمِ والْفَواحِشَ إِلَّا اللَّمَمَ ) * [ النجم / 32 ] ، وقال : * ( إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْه ) * [ النساء / 31 ] قيل : أريد به الشّرك لقوله : * ( إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ) * [ لقمان / 13 ] . وقيل : هي الشّرك وسائر المعاصي الموبقة ، كالزّنا وقتل النّفس المحرّمة ، ولذلك قال : * ( إِنَّ قَتْلَهُمْ كانَ خِطْأً كَبِيراً ) * [ الإسراء / 31 ] ، وقال : * ( قُلْ فِيهِما إِثْمٌ كَبِيرٌ ومَنافِعُ لِلنَّاسِ وإِثْمُهُما أَكْبَرُ مِنْ نَفْعِهِما ) * [ البقرة / 219 ] .
وتستعمل الكبيرة فيما يشقّ ويصعب نحو :
* ( وإِنَّها لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ ) * [ البقرة /



[1] وهي قراءة حمزة والكسائي ، ووافقهما الأعمش انظر : الإتحاف ص 157 .
[2] الحديث تقدّم في مادة ( حج ) .

نام کتاب : مفردات ألفاظ القرآن نویسنده : الراغب الأصفهاني    جلد : 1  صفحه : 696
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست